بعد زيارة بن سلمان الى الولايات المتحدة.. “قاعدة جديدة” تربط علاقة السعودية بأمريكا
يمنات
التقى الرجل المسؤول عن جعل الاقتصاد السعودي “عظيماً” مرة أخرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء. ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تناول الغداء في البيت الأبيض في اجتماع على أعلى مستوى حتى الآن بين المملكة العربية السعودية ورئيس الولايات المتحدة الجديد.
على مدى عقود، تبادل السعوديون النفط مع الولايات المتحدة من أجل ضمانات أميركية للأمن. لكن قاعدة “النفط مقابل الأمن” تغيرت مع الزيادة الكبيرة في إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة.
وقال سلمان الأنصاري، رئيس لجنة العلاقات السعودية الأمريكية “سابراك”، لـCNNMoney إن الشعار القديم أصبح من الماضي، وإن القاعد الجديدة الآن هي “التجارة والأمن للتجارة والأمن.”
النفط، النفط، النفط
وعلى الرغم من محاولة المملكة العربية السعودية لكسر الاعتماد على النفط، إلا أنها لا تزال تعتمد على هذه الصناعة بما يقرب من نصف ناتجها المحلي الإجمالي.
في عام 2014، غمرت الأسواق في محاولة لدفع بعض موردي النفط الآخرين للخروج من السوق. ونجحت في إجبار بعض منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة على وقف الانتاج، لكن الأسعار انهارت فيما بعد وشكلت ضغطاً كبيراً على الاقتصاد السعودي.
الأسعار عادت وانتعشت بعد أن وافقت أوبك في نوفمبر الماضي على الحد من الإنتاج، وكان للمملكة مساهمة رئيسية في هذا الخفض. ولكن هذا الأمر شجّع منتجين أمريكيين على العودة إلى العمل. والآن، يترقب المستثمرون الخطوة التالية في المملكة وتأثيرها على الأسعار.
المملكة لا تتنافس فقط في الأسواق العالمية مع المنتجين الأمريكين، فما زالت تحتاج الولايات المتحدة لتشتري نفطها. فهي مورد رئيسي للنفط الخام لاقتصاد الولايات المتحدة – ثاني أكبر مصدر للولايات المتحدة بعد كندا.
ولكن هذا الطلب تقلّص في السنوات الأخيرة. الولايات المتحدة استوردت حوالي مليون برميل من النفط السعودي يوميا في ديسمبر كانون الاول عام 2016 مقارنة بـ 1.6 مليون في آبريل نيسان 2014، وفقا لإدارة معلومات الطاقة.
50 مليار دولار استثمارات في قطاع التكنولوجيا
وتخطط السعودية لتمويل استثمارات ضخمة في شركات التكنولوجيا الأمريكية. وقد التزمت المملكة بـ 45 مليار دولار في صندوق استثمار بقيمة 100 مليار أطلق بالاشتراك مع سوفت بنك الياباني.
الأمير محمد بن سلمان ربما يسعى لتطمينات حول تلك الاستثمارات المخطط لها. ففي العام الماضي، كانت المملكة تعبّر علنا عن المخاوف بشأن تداعيات مشروع القانون المثير للجدل حول هجمات 11 سبتمبر.
الأمير محمد بن سلمان يبحث أيضا عن تدفق الاستثمارات في كلا الاتجاهين لدعم استراتيجيته لتنويع الاقتصاد. وقد قال الأنصاري إن “رؤية السعودية 2030” تتطلب قدرا كبيرا من الاستثمارات الأجنبية للمساعدة في تحقيق أهدافها.
الأمن والدفاع
قبل تنصيبه، هدّد ترامب بوقف واردات النفط من المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى إذا لم يشاركوا بقوات برية لمحاربة داعش، أو على الأقل أن يدفعوا مقابل جهود الولايات المتحدة.
ولكن العلاقات الأمنية أكثر تعقيدا.
فالولايات المتحدة جزء من التحالف الذي تقوده السعودية لمكافحة المتمردين الحوثيين في اليمن. والسعودية هي أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية.
قلق إدارة أوباما إزاء “سقوط ضحايا من المدنيين” في اليمن، أوقفت مبيعات بعض الأسلحة إلى السعودية. أما إدارة ترامب، فقد استأنفت تلك المبيعات، والأمير قد يكون لديه طلب محدد في قائمة مشترياته.
فقد قال أحمد إبراهيم، وهو خبير في الشؤون السعودية الأمريكية، إن المملكة تسعى لشراء طائرات مقاتلة، من طراز F-35، وأنه يعتقد أن هذا واحد من أهم الأمور التي تناقش.
المصدر: CNN